المواطنون
التنمية والأستثمار
السياحه
الخدمات
   
 
 
 

من هي الأم…؟


الأم هي مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حدود.
هي المرشد إلى طريق الإيمان والهدوء النفسي، وهي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة.
هي إشراقة النور في حياتنا، ونبع الحنان المتدفق، بل هي الحنان ذاته يتجسد في صورة إنسان.
هي المعرفة التي تعرفنا أن السعادة الحقيقية في حب الله، وهي صمام الأمان.
ولن تكفينا سطور وصفحات لنحصي وصف الأم وما تستحقه من بر وتكريم وعطاء امتناناً لما تفعله في كل لحظة، ولكن نحصرها في كلمة واحدة هي النقاء والعطاء بكل صوره ومعانيه .

والأم!! كلمة عظيمة كبيرة الكل يشعر بها , والكل يتبارى لإيجاد السعادة بكلمة حب وهدية حب لأم قضت حياتها تعمل من أجل سعادة من تحب.
شعور متبادل, محبة عميقة متأصلة داخل وجداننا مابين حب أم لأبنائها وحب أبناء لأمهاتهم.
الجميع مابين أمهات وأبناء ينتظر بلهفة شديدة عيد وضع للتعبير عن أواصل متعمقة داخلنا , الكل ينتظر 21مارس وكأن هذا اليوم هو من أهم أعيادنا على الإطلاق.
 

فكرة الاحتفال بعيد الأم :

 

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين "مصطفى وعلي أمين" مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.. فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل .. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه .. وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار ، فلم تتزوج ، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم ، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها ، حتى تخرجوا في الجامعة ، وتزوجوا ، واستقل كل منهم بحياته ، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية ، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها ، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك ، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم ، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة ، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد ، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط ، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد ، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم ، وهو أول أيام فصل الربيع ؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة .. واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى .. وقد اقترح البعض في وقت من الأوقات تسمية عيد الأم بعيد الأسرة ليكون تكريمًا للأب أيضًا ، لكن هذه الفكرة لم تلق قبولاً كبيرًا ، واعتبر الناس ذلك انتقاصًا من حق الأم ، أو أن أصحاب فكرة عيد الأسرة "يستكثرون" على الأم يومًا يُخصص لها.. وحتى الآن تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. ويتم تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من أجل أبنائهن في كل صعيد .

 
 

مكانة الأم في الإسلام :

عُني القرآن الكريم بالأم عناية خاصة، وأوصى بالاهتمام بها، حيث أنها تتحمل الكثير كي يحيا ويسعد أبناءها.

ولقد أمر الله سبحانه وتعالى ببرها وحرم عقوقها، وعلق رضاه برضاها، كما أمر الدين بحسن صحبتها ومعاملتها بالحسنى رداً للجميل، وعرفاناً بالفضل لصاحبه .

وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الوصية بالأم، لأن الأم أكثر شفقة وأكثر عطفاً لأنها هي التي تحملت آلام الحمل والوضع والرعاية والتربية، فهي أولى من غيرها بحسن المصاحبة، ورد الجميل، وبعد الأم يأتي دور الأب لأنه هو المسئول عن النفقة والرعاية فيجب أن يرد له الجميل عند الكبر .
والإسلام قدم لنا الأم بالبر على الأب لسببين:

أولاً: أن الأم تعاني بحمل الابن سواء كان ذكراً أم أنثى وولادته وإرضاعه والقيام على أمره وتربيته أكثر مما يعانيه الأب، وجاء ذلك صريحاً في قوله تبارك وتعالى :

} وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنَِ { ]لقمان:14[

 

كما قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ  مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }  [ النساء / 36 ] .

 
 

وقال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [ الإسراء / 23 ] .

ثانياً: أن الأم بما فطرت عليه من عاطفة وحب وحنان أكثر رحمة وعناية واهتماماً من الأب، فالابن قد يتساهل في حق أمه عليه لما يرى من ظواهر عطفها ورحمتها وحنانها. لهذا أوصت الشريعة الإسلامية الابن بأن يكون أكثر براً بها وطاعة لها، حتى لا يتساهل في حقها، ولا يتغاضى عن برها واحترامها وإكرامها.
ومما يؤكد حنان الأم وشفقتها أن الابن مهما كان عاقاً لها، مستهزئاً بها معرضاً عنها… فإنها تنسى كل شيء حين يصاب بمصيبة أو تحل عليه كارثة .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك .

وقد رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً يحمل أمّه على ظهرة وهو يطوف بها حول الكعبة فقال: "يا ابن عمر أتراني وفّيتهما حقّها، قال: ولا بزفرة واحدة اى من زفرات الطلق او الوضع ، ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرًا "

 
 

قال الحافظ ابن حجر :

قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر ، قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها ثم تشارك الأب في التربية ، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين } ، فسوَّى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة ، قال القرطبي : المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر ، وتقدَّم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة .

ولا يستطيع إنسان أن يحصي أو يقدر حق الآباء والأمهات على الأبناء، ولو يستطيع الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الآباء والأمهات في سبيلهم، لاستطاعوا إحصاء ما يستحقونه من البر والتكريم ولكنه أمر فوق الوصف خاصة ما تحملته الأم من حمل وولادة، وإرضاع وسهر بالليل، وجهد متواصل بالنهار، في سبيل الرعاية المطلوبة .

ومنذ سنوات تم تخصيص يوم للاحتفال بالأم، تحدد يوم 21 مارس ويسمى بعيد الأم كمظهر من مظاهر التكريم لها والبر بها، يقدم فيه الأبناء الهدايا إلى الأم اعترافاً بفضلها وامتناناً بجميلها.

وفي الواقع هذا السلوك لا يعتبر مظهراً من مظاهر تكريم الأم، لأن الإسلام كرمها طوال حياتها وبعد موتها، ولم يخصص لها تاريخاً محدداً يحتفل به المسلمون، ولابد من التكريم لها والبر بها ورعايتها في كل لحظة تشهد عليه الأيام واللمسات الرقيقة الحانية.

ولقد كرم الإسلام الأم واعتبر لها مكانة عظيمة، فهي التي حملت وأنجبت وربت وضحت، وتحملت الكثير كي يسعد أبنائها، وحافظت على النعمة التي أنعم بها الله عليها "نعمة الأمومة" وعلّمت وقوّمت لتخرج جيلاً فاضلاً يشع بالإيمان والحب والخير والعطاء الغزير، والوفاء الكبير.

فالأم غالية وشامخة في كل يوم، ولابد من تكريمها والبر بها في كل لحظة، سواء أكانت على قيد الحياة أم في رحاب الله.
والجنة تحت أقدام الأمهات، ومن بر أمه وتحمل في سبيل تكريمها واحترامها وعرف أنه مهما قدم فلن يوفي حقها، وأنها طالما تحملت من أجله، لكي يحيا ويسعد ويهنأ … قد أطاع الله ورسوله وأصبح من الفائزين بحب الله ورضاه وبمكان في الجنة.
 

وقد نهى الله تعالى عباده في هذه الآية عن قول "أفٍّ" للوالدين وهو صوت يدل على التضجّر والتذمر
"
ولا تنهرهما" ولا تزجرهما عما يتعاطيانه مما لا يُعجبك، والنهي والنهر أخوان .

"وقل لهما قولاً كريمًا" أي ليِنا لطيفًا أحسن ما تجد كما يقتضيه حُسن الأدب.

 

وللأبوين  مكانةٌ كبرى عاليةٌ مقدسةٌ في نفس كل مسلم بعد مكانة الله تعالى، فكل شيء عالٍ ومرموقٌ يربط الله تعالى به برَّ الوالدين، فالجنة العظيمة الرائعة التي يحلم بها كل إنسان جُعلت تحت أقدام الأمهات، والأب قال عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الوالد أوسط أبواب الجنة"، وكذالك بيَّن لأحد الصحابة قدرَ الوالدين وتأثيرهما على مصير الإنسان بقوله: "هما جنتك أو نارك"، وهذه الجنة العظيمة محرمة على كل عاقٍّ لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة عاقٌّ".

 

بل إن رضا الله- تبارك وتعالى- الذي تهفو إليه نفس كل مسلم يبنيه الله- تبارك وتعالى- على برِّ الوالدَين لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "رضا الله في رضا الوالدين"، وسخط الله تعالى وغضبه الذي يفزَع منه كل مسلم يأتي نتيجةً لسخط الوالدين لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "سخط الله في سخط الوالدين".

 

والصلاة التي هي أعظم شعائر الإسلام وعماد الدين جاء بعدها مباشرةً في أفضلية الأعمال برُّ الوالدين، الذي جُعل أفضل درجة وجُعل مقدمًا على الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، والذي من خلاله قد ينال المسلم الأمنية العزيزة الغالية وهي الشهادة في سبيل الله، فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟‍ قال:"الصلاة على وقتها" قلت: ثم أيُّ؟ قال: "بر الوالدين" قلت: ثم أيُّ؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" (متفق عليه).

 

فيا لها من مكانة مرموقة وعالية..!! ويا لها من منزلة سامقة وشامخة..!! ويا له من خلُق رائعٍ وعظيمٍ- بر الوالدين- ويا له من عطاء دائم ومستمر ليس فقط في حياة الوالدين بل بعد مماتهما، وليس فقط للأبوين الصالحَين بل لكل أب وأم حتى ولو كانا مشركَيْن: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (لقمان: 15) وروى أبو داود وابن ماجة والحاكم عن مالك بن ربيعة قال: بينما نحن عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله هل بقيَ عليَّ من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرُّهما به بعد وفاتهما؟‍ قال: نعم "الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما"..!!

 

وقت عيد الأم عند الدول :

الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى ، وكذلك أسلوب الاحتفال به ، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير ، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر ، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع ، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو.

أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو والسويد أيضا عندها عطلة عيد الأسرة في الأحد الأخير من مايو وقبلها بأيام يقوم الصليب الأحمر السويدي ببيع وردات صغيرة من البلاستيك تقدم حصيلتها للأمهات اللاتي يكن في عطلة لرعاية أطفالهن . وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية وفيه يتم عرض صور رسمها أطفال بين السادسة والرابعة عشرة من عمرهم وتدخل ضمن معرض متجول يحمل اسم "أمي" ويتم نقله كل 4 سنوات يتجول المعرض في عديد من الدول .

 

إعداد : نسمة حسن - البوابة الالكترونية .

عودة الى المناسبات
 
الحجم : 2.26 ميجا الحجم : 0.98 ميجا الحجم : 19.8 ميجا

لتصفح أفضل للموقع استخدم Internet Explorer وبدقة وضوح للشاشة لا تقل عن  1280×768

الصفحة الرئيسية | عن الموقع | اتصل بنا | اتصل بمدير الموقع